29‏/7‏/2009

........ القليل للأدب !!

التقليديون الجدد
يمنحون القليل للأدب !!
.....

في خضم التراشق والتعاطي السلبي مع المفاهيم التي تنتمي للمدارس الأدبية المختلفة كالحداثة والسريالية .... إلخ، والمفاهيم التي لا تنتمي إليها في أغلب الأحيان، وإنما استخدمها أحدهم "ذات هراء" وأصبحت دارجة عند المتأثرين بالثقافة السمعية الخاطفة، ظهرت فئة متطرفة من (الشعراء الشعبيين) الذين يطلقون على أنفسهم "بالتقليديين الجدد"، بالرغم من أنه لا توجد أي علاقة بين هذه الفئة وبين المفهوم الحقيقي "للتقليدية" التي نعرفها، ولكن ما هي إلا اسماء... ، وكما يقول الكاتب الروماني إميل سيوران: "وحدهم الشعراء الرديئون يشعرون بالحرية!".
فالتقليدية الحقيقة ليست كما يتصورها "هؤلاء" عبارة عن تجميع الصور الشعرية النمطية التي تدور بينهم في دائرة مغلقة، ومن ثم اختيار البحر المناسب، إن كانوا يجيدوه، للبدء في عملية تركيب الكلمات بما يتناسب مع القافية التي اختيرت قبل كتابة البيت، لتخرج لنا قصيدة "نظم" كتبت من 100 سنة آلاف المرات، حيث يتخذ "هؤلاء" من عبارة "أفضل الشعر ما يصل مباشرة للمتلقي"، والتي يفسرونها حسب أهوائهم، منطلقاً لكتاباتهم التي سرعان ما تموت بعد لحظات من سماعها، وذلك بسبب قيامها على أساس ضعيف يخلو من الوعي الحقيقي بماهية "لماذا وماذا نكتب؟! "، بالإضافة لضعف أو عدم السيطرة على لحظة الكتابة، لحظة الانسلاخ عن كل ما يحيط بالشاعر، والتفرغ التام للقصيدة.
ومن المؤسف أن ما يدفع "هؤلاء" للإصرار على موقفهم، وكتابة ما يعتقدون أنه "قمة"، أنهم يتكئون على أسماء شعرية قدمت الشعر الجميل في فترة سابقة، وتوقفت عندها عجلة الشعر حالياً وأخذت تكرر نفسها، حتى نفر الإبداع منها، بالإضافة إلى عدم القراءة، بمختلف أشكالها، وعدم الإطلاع على التجارب الشعرية المختلفة، لذلك أصبح التقليديون الجدد يمنحون القليل القليل القليل للأدب!!.

علي الأنصاري

هناك تعليقان (2):

  1. يستاهلوا .. الشعراء التقليديين النبطيين الجدد .. إنزين صح أقولك

    روح الإعدادات ــ ضبط التعليقات ــ وخوز نظام التحقق بالحروف لأنه يصعب وضع التعليق ..

    ردحذف
  2. تعال انته شالنه .. سوري .. خطأ مطبعي ز.

    ردحذف