12/2/2012
SMS
... (ناقد) طلب (شاعر) قصيدة فكاهه !
ظنّه بأن من عاش في قصْر عاجي
... يقدر يعمـم عـ الفقارى البلاهه !
9/2/2012
آخر أحلام الغريب
(محاولة لكتابة مسرحية مونودرامية شعرية)
تستمد مسرحية المونودراما الشعرية "آخر أحلام الغريب" فكرتها العامة من قصة درامية للكاتب الأمريكي الشهير "وليم برويلس" بعنوان "إقصاء"، ولكن أحداثها تنعكس على الواقع العربي بشكل عام، والمحلي بشكل خاص من خلال اللغة العامية التي كتبت بها هذه المسرحية والقضية التي تناقشها.
الجو العام:
منظر لجزيرة ضيقة مكتظة بالصخور ويظهر على بعض جوانبها حطام وبقايا سفينة خشبية، بالإضافة إلى شجرة وأحجار صغيرة، ومعطف رصاصي اللون يسقط على جانب الرجل الغريب، إلى جانب شخص آخر ميت يختفي تحت الأخشاب.
(المسرح مظلم، وينطلق صوت متفائل يردد هذه الكلمات):
باكر الموعد .. بسافر للجديد ،
بترك الحظّ الردي وْبرحل بعيد !!!
برحل لآخر مدينه تحتضنّي
كلّها تفتح يديها "للمسافر" حسْب ظنّي
ياماْ ناس تغرّبت وأمست على حلمٍ جديد ....
..... صدّقيني يا سعاد
في أمان الله بترك لك بلاد ....
باكر الموعد .. بسافر للجديد ،
بترك الحظّ الردي وْبرحل بعيييييييييييييييييييييد !!!
يا بحر خذني بعيد ..
يا بحر خذني بعيييييييييد (يصرخ)
(يخترق المسرح أصوات لناس تصرخ ورياح قوية وأمواج عاتية)
(إظلام)
(تفتح الإضاءة ويظهر رجل مستلقي تفاجئ من المكان الذي هو فيه ويتحدث مع نفسه)
حارتي ؟؟!! لا .. لا .. أبد .. ما حارتي !!
حافظ أطلالك أنا عن (جرْح قلْب)
حافظك والله من يوم استويت:
درْب ... درْب ....
سكّه ... سكّه ...
بيت ... بيت ....
كل تفاصيلك وأهلك
سأحلك / سيحك / وسهلك
... إن رحت عنك وجيت !!
)ينهض الشخص ويبدأ يتفقد المكان باستغراب ويردد( :
وين أنا !!
من جابني وحدي هنا !!
من جابني أرجووووك قلي: يا (أنا) !!
قلي: ترى هذي الأرض مثل الكفن !!
لا سما فوقي ولا تحتي وطن!!
غير زرقة بحْر، ووأسرارٍ دفينه
وْبعثرة أخشاب ملّتها السفينه ....
)يقف الشخص في حيرة ويقول الموال( :
السفينه ! السفينه !! السفيييييييييييينه !!
يااااااااه يا ذكر السفينه وابتعاااااادي
يشهق المينا، وتلويحه حزينه
من يديها وْكنت أصرخ يا سعادي:
لا تخافي، راجعٍ لك بال ثمينه:
رزمة أحلامي، وتفريحة بلادي
واختفيتي ف المدى وْحتى المدينه
ما ذكرت إلا المسافر (من رقادي
ينتشلني: انتبه ه الريح شينه!
وآآآآآآآآترنح، لين يسكرني سهادي !!!)
وتعتلي أصوات حولي، هااااه وينه ؟!
ما رحمه الموج، كان الموج سادي !!!
كلّنا للموت أمسينا رهينه
سامحيني يا سعاد وْيا بلااااااادي
(ينتهي الموال ويبدأ الشخص يتساءل) :
يعنيْ وحدي !! صرت وحدي !!
ف المكان اللي يذكرني ب لحدي !
آه يا وحدي شقيت !!
.... من هنااااااااااااك يجيب باكورة حياه ؟!
.... من هناك (أففففف) ..... من هنا وأحكي معاه !!
آآآآآآه يا لحدي ..... أنا وحدي نجيت
لا يدين تمد لي يغمه إذا طحت وْظميت !!
وْلا فم الأيام صاحب.......... وأنتعاتب،
لو وفيت وما وفيت ....
.... من هنااااااااااااك يجيب باكورة حياه ؟!، ...... من هنااااااااااااك يجيب باكورة حياه ؟!
(يجد الشخص أحد الذين كانوا معه في السفينة ويهرع إليه) :
لا وربي هذا ناجي !!
يا عساه يْكون للعتمه سراجي
يشعل الليله معايه بالسوالف
نقتل الرهبه من القلب الي خايف
أحمدك يا ربّ ي مغيّر مزاجي ...
(يتحدث إلى الشخص الذي ينام مضطجعاً):
قوم .. صح النوم.. بسّك ي الحبيب
أنت وين وآنا وين من الرقاد
قوم .. خلنا نعرف الجاي.. النصيب
دام صرنا ف حسبة الحي المباد
قوم .. مد يدينك ل مثلك غريب
تاهت أحلامه على أرض النفاد
)يسحب يد النائم ويتفاجئ بموته ويصرخ(:
مااااااات .. قبل الحلم يكمل بـ التمام
مااااات .. قلي يا (أنا) أيش العمل
أرضخ لموتي، وحظّي والسلام ؟!
أو أفتش بين أنقاض الأمل؟
أسمعك أرجوووك فض فض بالكلام
يالله قلي: يا (أنا) أيش العمل
يالله قلي: يا (أنااااا) أيش العمل (يصرخ)
(يسمع صوت مركب ويركض باتجاه البحر وهو يصرخ):
هيييييييه يا مركب تعال
ما وقت تمضي وتزول
للجنوب أو للشمال
أي بلد برضا النزول
هيييييييه يا مركب تعال
ما وقت تمضي وتزول ___ ما وقت تمضي وتزول (يبكي)
(يجثو على ركبتيه باتجاه البحر ويبدأ يغني):
ليت تسمعني وتدري باختناقي
والحنين اللي ف أعماقي (حشيته
للبلاد وْحضن أمي واشتياقي
دعوة الوالد: (ي ربي كون حيته)
والنخيل العابسة وحزن السواقي
وكلّ ما نادت سعاد: (الله فديته)
***
يا بحر: تكفى تردّه وْخذْ فراقي
من غريب أوحد على الشاطي رميته
قبلك الدنيا تبرّت من عناقي
شوف !! كيف امْعانق الغربه لقيته
احترقت وزادت الغربه احتراقي
أي ّ عمر ٍ يا بحر قلي قضيته ؟!
***
ارجعووووا لي، ما أبي غير انعتاقي
من لهيب الشمس، من ليلٍ خشيته
بين أنّي عايشٍ أذكر رفاقي
وبين حلمٍ أدري ضيعته ونسيته
أذكرك ي سعاد وأتوسل براقي
لو يحس ب حالة المحتاج (بيته)
(تنتهي الأغنية ويبدأ بالبحث بين الأنقاض):
من يحس ب حالة المحتاج (بيته)
غير متغرّب أبد ما فكّر يموت م الجوع ..!
وْصار يبحث ف السراب المهتري عن ظلّ ينبوع،
عن فتات إنسان مات !
عن شتات يلمني قبل الفوات،
عن مصيري بعْد ساعة .. يوم .. أسبوع !
وين ألقى لبطني المشقوق روقه ؟!
وين ألقى لعرقي اليابس نوافير ؟؟
وين ألقى طعم أحلامي وأذوقه ؟!
وين بس ألقاه ف أخشاب ومسامير !! (يضرب على الأخشاب بيده وهو يردد "وين)
(تسيل الدماء من يديه بسبب المسامير التي في الأخشاب، ويقول):
دم !! يسيل وْه العطش فيني يزيد
دم!! يسيل، وكيف يا دم أمنعك ؟!
بشربك يا دمّ من أقصى الوريد !!
وبرسمك ي سعاد وأتذكر معك !! (يبدأ يرسم البنت)
كلّ شي كنّا نريد وما نريد ...
يوم نصرخ ي السما ما أوسعك !!
(يتأمل في اللوحة التي رسمها بدمه ويغني مع حلول الليل تدريجياً) :
من منافي الحلم، يا حلم المنافي:
جيت وعلومي حزينة يا سعاد
جيت متعري من الكل شيء حافي
لا أماني .. وْلا عشيقه .. وْلا بلاد !
تحترق في قبضتي مليون: "كافي"
لو ي "كافي" تستردين الرماد
ما تركتيني على ه الحال غافي
ينخذل بي الليل، مع فال النواد
"لو أمدّ رجولي لآخر لحافي"
وينه "لحافي"؟ بموت مْن البراد !
ولو أجرّب أشقىْ مثلك ي الأثافي
واشتعل، لين أختفي وسط السواد،
**
كلّنا نحزن، ولكن اختلافي
من لحزني يسمعه؟! غير الجماد
يا ترى ي سعاد، وش آخر مطافي ؟!
إننا لله لو طال الرقاد
(يصحا من النوم مع إضاءة وإظلام المسرح دلالة على مرور الأيام، ويقول):
تمضي الأيام أحزان وْأغاني
وتّساقط كلّ أحلامي ف عيني
حلم حلم وْما حفظت إلا مكاني
ما تغيّر شيء بس يكبر حنيني
من بقى يحرص رجوعي ومن نساني
آنا أذكر كلّ من مرّوا ف سنيني (يصرخ)
(يجمع جريد النخيل ويكون به حبل وهو يردد هذا الموال):
للسما الزرقا، ورزنامة جروحي
لانسياب الملح لين آخر عظامي
للعطش، والجوع، للوحده، وبوحي
لانهزامي، وانفصامي، واعتصامي
المصير اللي تهاوى من سفوحي
وأمنياتي المستحيله، مع سلامي
***
يا دمي اليابس على أطلال لوحي
ما تعبت مْن الحزن، تسأل علامي ؟!
ما تعبت مْن الضياع وطول نوحي
من حكايات الشقا؟ شوقي؟ غرامي؟
أعتذر لك هالغياب اجتاح روحي
وما قدرت أكْمل إلى آخر كلامي
***
يا تعب، والله، آسف ذا جموحي
ما تحمّل ينحني للأرض ظامي
وْ يا سعاد، ويا بلاد، وْيا جروحي
اذكروني، لو على طاري ملامي
انتهيت وآخر أحلامي وْطموحي
حبْل يلوي رقبتي وْيشعل ظلامي
(يضع الحبل على رقبته، وتبدأ الإضاءة تخفت تدريجيا، ويقول وهو يبكي ومحبط) :
كنت حيّز يشغل الوقت المحدد والفراغ
كنت منظومة حياة وكنت جداً مستساغ
كنت أكبر من حديث يْدور بين اثنين عن معنى الوطن !!
كنت أظن أني فطنته وغيري أصلاً ما فطن
كنت أظن "نيل المطالب بالتمنّي" !!
"كنت أظن وكنت أظن وخاب ظنّي"
(يظلم المسرح وتسمع صرخة قوية، ينطلق بعدها صوت بحارة يقتربون من الجزيرة تدريجيا(.............................................
10/11/2011
عن شاعر (التجريب) وشاي الكرك !!
~
~
~
~
وهو يجلس بالقرب من مقعد السائق في السيارة التي لا يمكن تمييز لونها ليلاً بالسهولة التي يتوقعها أعمى البصيرة قبل أعمى البصر، لم يكن يأبه بالوجوه والمشاهد التي يمر عليها، فهي بالنسبة له أشياء مقيتة لا تضيف أي قيمة وجودية لحاضره ومستقبله، وقد تعوّد على مصادفتها يومياً في طريقه إلى العمل الذي لم يقتنع هو نفسه يوماً بأنه (عمل) بالمعنى المتعارف عليه عند العامة وأهل اللغة، فتح نافذة السيارة التي كانت تسير على خط التجاوز، ولم يكلف نفسه بالنظر يميناً أو شمالاً قبل أن يخرج من فمه مادة (حمراء اللون) اعتاد على مضغها (24 ساعة) دون توقف، وقال: (ما زلت في مرحلة التجريب، ولم اقتنع بما أكتبه من شعر إلى الآن)، ومع أنني قمت بتنظيف أذني جيداً ذلك اليوم بعد عملية استحمام مطولة في (جاكوزي) على الطريقة العمانية، إلا أنه لم استطع أن استمع جيداً لمخارج حروفه التي أنهكا الدهر وربما (الهذر)، حيث أنني لم أتمكن من التقاط حرف (الجيم) كما ينبغي، وظننه يقصد (الخاء)، فاستحيت أن أقول له إن كان بإمكانه إعادة الجملة التي قالها، وفضّلت أن يكمل حديثه بالمعنى الذي يريده هو، وأنا أكمل أنا الإنصات له بتأويلين مهما كان اختلاف نسبة (من وراء القصد) فيهما، وتابع الحديث قائلاً: (هناك الكثير من الشعراء في الوقت الراهن يسلكون هذا الطريق دون وعي)، فبدأت أنا أرجّح أن الحرف الذي سقط من أذني هو (الخاء)، فأحسست بأمل أمل ضئيل يلوح في القاع البعيد، فلا يعترف بالخطأ في هذه الأيام إلا المنسلخ من عقدة (ريشة الطاووس الوهمية) العالقة فوق رأس الكثير ممن نتعامل معهم في شتى المجالات الحياتية.